من 10 إلى 11 يناير 2025، نظمت سفارة الصين في السعودية في منطقة السفارات بالرياض "سوق الربيع" تحت شعار "دفء الربيع، معاً للاحتفال برأس السنة الصينية". وقد حظي الحدث باهتمام واسع من جميع فئات المجتمع السعودي وتغطية إعلامية كبيرة، وجذب عددًا كبيرًا من الأصدقاء السعوديين والدبلوماسيين من مختلف الدول، بالإضافة إلى الجالية الصينية في السعودية، الذين احتفلوا معًا بمناسبة رأس السنة الصينية الجديدة.
في 11 يناير، زار "سوق الربيع" أعضاء بارزون من الأسرة المالكة في السعودية، بما في ذلك الأمير فيصل بن بندر، رئيس الاتحاد السعودي للألعاب الإلكترونية، بالإضافة إلى سفراء دول مثل فيتنام وتايلاند وسنغافورة واليابان وفنزويلا والتشيك ورومانيا وبلغاريا والنمسا وأيرلندا والهند وأذربيجان، الذين حضروا الحدث. عروض فنية مدهشة، أفلام صينية معاصرة، تجارب ثقافية تقليدية، ألعاب ترفيهية قديمة، وألعاب إلكترونية، بالإضافة إلى المأكولات الصينية، نالت إعجاب الأصدقاء الأجانب وأسرتهم. رافق السفير تشانغ هوا الضيوف في جولة بمختلف أقسام السوق وقدّم لهم شرحًا مفصلاً عن كل قسم.
يعد معهد كونفوشيوس بجامعة الأمير سلطان في السعودية أحد المنظمين الرئيسيين لفعالية "سوق الربيع" التي نظمتها سفارة الصين في السعودية. وبفضل خبرته الواسعة في تنظيم الفعاليات الثقافية وفريقه المتحمس، قدم المعهد لمواطني الجالية الصينية والأصدقاء الأجانب والجمهور المحلي احتفالية ثقافية غنية بأجواء عيد الربيع الصيني.
في موقع الفعالية، أصبح قسم "حرق العود" و"إعداد الشاي" في معهد كونفوشيوس من أكثر المناطق جذبًا للزوار. هنا، تنبعث رائحة البخور العطرة ويعبق المكان برائحة الشاي الفواحة. يمثل البخور في الثقافة الصينية القديمة السعي للهدوء والصفاء في الحياة، وعند إشعال البخور لا يقتصر الأمر على تنقية الهواء فقط، بل يخلق أيضًا جوًا من الراحة والسكينة.
تتمتع فنون التطريز الصينية بتاريخ طويل، حيث تحمل الحرف اليدوية الرائعة في طياتها ثقافة عميقة. في هذا القسم، يمكن للزوار الاستمتاع بمشاهدة مجموعة متنوعة من أعمال التطريز الفاخرة التي تظهر المهارات الفنية والجمالية الفريدة للتطريز التقليدي الصيني.
أما في منطقة عرض فنون الشاي، فقد تم تسليط الضوء على عراقة وثقافة الشاي الصينية. يمكن للمشاركين مشاهدة مهارة المعلمين في تحضير الشاي والاستمتاع بتذوق أنواع مختلفة من الشاي. كل فنجان شاي وكل نفحة من البخور تمنح الشخص حالة من الصفاء والهدوء العميق.
أما فنون النقش بالصدف، فهي من الكنوز التقليدية في الصين. من خلال تركيب الأصداف بدقة على الأسطح، يتم خلق تأثيرات زخرفية فريدة، مما يدهش الناظرين. الأعمال المعروضة في الأكشاك لا تسمح للزوار فقط بتقدير سحر الحرف اليدوية، بل تتيح لهم أيضًا التعرف على القصص الثقافية وراء هذه الأعمال الفنية.
تعد "الهدايا الحمراء" من التقاليد الهامة في عيد الربيع الصيني، بينما تعد "الهدايا الحمراء المطبوعة بالأسطوانة" طريقة فريدة في صناعة هذه الهدايا يدويًا. في الموقع، استخدم العاملون مهارة الطباعة التقليدية بالأسطوانة لإنشاء تصاميم فريدة على كل هدية حمراء، مما يحمل مع كل واحدة منها تمنيات بالخير والبركة للعام الجديد.
أما قسم القوارب المصنوعة من الخيزران، فقد جمع بين حرفة صناعة الخيزران التقليدية وثقافة عيد الربيع بشكل مبدع، حيث عرض القوارب الصغيرة المصنوعة من الخيزران. تعد صناعة الخيزران إحدى الحرف التقليدية في الصين، التي تتسم بالدقة والمرونة. يمكن للمشاركين تجربة هذه الحرفة بأنفسهم، وصنع قطع صغيرة من الخيزران ليحملوا معهم بركات هذه الحرفة ويستقبلوا العام الجديد.
أما فن الرسم التقليدي الصيني، فهو من كنوز الفنون الصينية، ويشتهر بتقنيات الرسم بالحبر والماء، وتعبيره عن المعاني العميقة والطبيعة. في هذا القسم، يمكن للزوار الاستمتاع بمشاهدة مجموعة من الأعمال الفنية التقليدية، مثل لوحات المناظر الطبيعية واللوحات الزخرفية للزهور والطير. كل لوحة تعرض جمالًا شرقيًا عميقًا وفلسفة فلسفية تعكس تقديرًا للطبيعة والجمال.
في الوقت نفسه، جذب صندوق المجوهرات المستوحى من الطراز الصيني التقليدي العديد من الزوار. هذه الصناديق، التي تجمع بين الحرف التقليدية وعناصر الرسم الصيني، تمثل مزيجًا فريدًا من الفائدة العملية والقيمة الفنية. من خلال هذه الأعمال، يمكن للزوار أن يتعمقوا في فهم جوهر الثقافة الصينية التقليدية وفنها الراقي.
أما القسم الأخير فكان بعنوان "الحرفيون الاستثنائيون والملابس التقليدية". "الحرفيون الاستثنائيون" هو مشروع خيري يهدف إلى مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة في تعلم وتوارث تقنيات التراث الثقافي غير المادي، خاصة فنون صناعة الدمى المحبوكة. من خلال هذا المشروع، لا يتعلم الأشخاص ذوو الإعاقة المهارات فحسب، بل يتمكنون أيضًا من تحقيق الاستقلال المالي وبناء الثقة بأنفسهم من خلال بيع الدمى التي صنعوها بأنفسهم. هذه الدمى المحبوكة، التي صنعها الحرفيون ذوو الإعاقة، تتميز بتصاميم حيوية وألوان زاهية، مليئة بالبراءة والمودة، وتروي قصصًا عن الإصرار والجهود. في هذا القسم، يمكن للزوار شراء هذه الحرف اليدوية المحبوبة والداعمة، ودعم حلم الأشخاص ذوي الإعاقة في تحقيق الاستقلال.
كما تم عرض الملابس التقليدية التي تعكس جوهر الثقافة الصينية لمختلف الأقليات العرقية، حيث تجسد هذه الأزياء براعة الحرفيين من مختلف المناطق. من خلال المعروضات والتجارب، يمكن للزوار الاستمتاع بسحر الملابس التقليدية الصينية وفهم التنوع الثقافي العميق والمتجذر في هذه الأزياء.
بالإضافة إلى العروض الرائعة في الأكشاك، كان لجميع معلمي وطلاب المتطوعين في معهد كونفوشيوس دورٌ هام في الفعالية. سواء من خلال الشرح المباشر، التفاعل التعليمي، أو الإرشاد المباشر للمشاركين في تجربة الثقافة التقليدية، أظهر المعلمون والمتطوعون في المعهد حماسًا كبيرًا وكفاءة عالية، مما أضاف لمسة من الود والفرح لجميع الضيوف الحاضرين.
إن نجاح تنظيم فعالية "سوق الربيع" لم يكن ليتم دون الدعم الكبير من شركة "شوانغهاي كان شي جيه" للتعليم والتكنولوجيا. باعتبارها راعية للحدث، قدمت الشركة مواردها ودعمها القيم لضمان سير الفعالية بسلاسة. ومن خلال هذه الشراكة، أظهرت شركة "كان شي جيه" اهتمامها الكبير ودعمها لتبادل الثقافات بين الصين والسعودية، مما يعزز الصداقة المتينة بين شعبي البلدين.
لقد أظهرت هذه الفعالية ليس فقط العمق الواسع والثري للثقافة الصينية، بل ساعدت أيضًا في تعزيز التبادل الثقافي والصداقة بين شعبي الصين والسعودية. من خلال التنظيم والتخطيط المتميز لمعهد كونفوشيوس، تمكن الأصدقاء السعوديون من التعرف عن كثب على التقاليد والفنون الصينية، مما أتاح لعدد أكبر من الناس التعرف على الثقافة الصينية وحبها. ومع اقتراب حلول عيد الربيع، نعتقد أن هذه الأنشطة الثقافية ستستمر في إثراء وتعميق العلاقة بين الصين والسعودية.
يعد عيد الربيع لحظة ليس فقط لتوديع العام القديم واستقبال الجديد، بل هو أيضًا فرصة رائعة لمشاركة وتوارث الثقافة. في المستقبل، سيواصل معهد كونفوشيوس المشاركة في تنظيم المزيد من الأنشطة المماثلة، لتمكين المزيد من الناس من تجربة الثقافة الصينية العريقة، والتعرف على سحر الفنون التقليدية الصينية.