اختتمت صباح يوم 30 سبتمبر 2024، في تمام الساعة 12 ظهراً، فعاليات حوار الأدب الصيني السعودي الذي حمل شعار "التواصل الثقافي والتفاعل الحضاري"، وذلك في جامعة الأمير سلطان بالمملكة العربية السعودية. نظمت الفعالية بالتعاون بين معهد كونفوشيوس بجامعة الأمير سلطان، ومكتب شركة سينوبك الصينية في الشرق الأوسط، ودار النشر والتوزيع "ووتشو".
الفعالية دعت مجموعة من أبرز الأدباء المعاصرين والعلماء البارزين من الصين والمملكة العربية السعودية لإجراء حوارات معمقة حول موضوعات متعددة، منها الإبداع الأدبي، التأثيرات الثقافية، والتفاعل بين الأدب والمجتمع. وقد حضر الحدث أكثر من 200 ضيف، من بينهم ممثلون عن السفارة الصينية في السعودية، وجامعة الملك سعود، وجامعة الأميرة نورة، بالإضافة إلى شخصيات من مؤسسات حكومية وثقافية وتعليمية أخرى.
أدار الفعالية مدير معهد كونفوشيوس بجامعة الأمير سلطان من الجانب الصيني، السيدة تشانغ شينغ يينغ، والتي أشارت إلى أن تنظيم هذا الحوار الأدبي يتزامن مع الذكرى الـ75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. وأوضحت أن الهدف من هذه الفعالية هو تعزيز التفاهم والصداقة بين شعبي الصين والمملكة العربية السعودية، من خلال أنشطة ثقافية متنوعة وعروض تفاعلية. كما تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الفنون والتعليم والتكنولوجيا، مع تسليط الضوء على الجوانب الفريدة لثقافة البلدين. بالإضافة إلى ذلك، تسعى الفعالية إلى توفير منصة للأجيال الشابة لتبادل المعرفة والنمو المشترك.
ألقى الدكتور إبراهيم بن عبد الله العمران، مدير معهد كونفوشيوس بجامعة الأمير سلطان من الجانب السعودي، كلمة افتتاحية خلال الفعالية. وأشار إلى أن جامعة الأمير سلطان تلتزم دائمًا بتعزيز وتوطيد أواصر الصداقة بين المملكة العربية السعودية والصين. وأعرب عن أمله في أن تسهم هذه الفعالية، من خلال قوة الأدب، في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الحضارتين.
أكد ليو يانغ، نائب الممثل العام لمكتب شركة سينوبك الصينية في الشرق الأوسط، أن الشركة تلتزم في السنوات الأخيرة بمبدأ "الاستقرار في السعودية والمساهمة في ازدهارها"، وتعمل بجد كداعمة ومنفذة لتعاون أعمق بين الصين والسعودية ضمن إطار مبادرة الحزام والطريق. وأعرب عن ثقته في أن هذه الفعالية ستسهم في تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين الثقافتين، مما سيضفي حيوية جديدة على تطور العلاقات بين البلدين.
استعرض غوان هونغ، نائب المدير العام لدار النشر والتوزيع "ووتشو"، التاريخ العريق للعلاقات بين الصين والمملكة العربية السعودية وأسسها الثقافية العميقة. وأكد على الدور المهم الذي يلعبه التبادل الأدبي والثقافي في تعزيز العلاقات الثنائية. كما أعرب عن تطلعه الكبير للأنشطة المزمع تنظيمها في عام الثقافة الصينية السعودية 2025.
بعد كلمات ممثلي الجهات المنظمة، أدار الدكتور يحيى، أستاذ الدراسات الصينية المصري، حلقة نقاش شارك فيها مجموعة من الأدباء البارزين. ضمت النقاش شيوه زي تشن، الكاتب الصيني المعاصر والحاصل على جائزة ماو دون الأدبية، وعبدوه خالد، الحاصل على جائزة الأدب السعودي، بالإضافة إلى شياو تشينغو، أستاذ الأدب والترجمة في جامعة بكين للغات الأجنبية والحاصل على جائزة لو شون للترجمة الأدبية، وأميرة الزهراني، أستاذة الأدب في جامعة الأمير سلطان.
دار الحوار حول العديد من المواضيع المهمة مثل السحر الفريد للأدب الصيني والسعودي، والتبادل الثقافي والتعلم الأدبي المتبادل، وتحديات وفرص الإبداع الأدبي، والتعاون المستقبلي والمبادرات. وقد قدم النقاش عرضًا حيًّا لعراقة الأدبين الصيني والسعودي وجاذبيتهما الفريدة، حيث قدم المشاركون اقتراحات للتعاون المستقبلي في مجال الأدب.
بعد انتهاء الحوار، تفاعل الضيوف الأربعة مع الجمهور في نقاش مثير حول خلفيات كتابة الروايات والفروق والسمات المشتركة بين الأدب الصيني والسعودي. كما أقيمت فعالية توقيع الكتب، حيث قدم الضيوف توقيعاتهم للحضور، مما ترك ذكريات ثمينة للمشاركين. بالإضافة إلى ذلك، قدم المنظمون هدية تذكارية لجامعة الأمير سلطان، رمزًا للصداقة العميقة بين الصين والمملكة العربية السعودية، ودليلًا على التبادل الأدبي الثرى بين البلدين.
تمثل النجاح الكبير لحفل منتدى الأدب الصيني السعودي خطوة هامة في تعزيز التبادل الأدبي بين البلدين، حيث أسس منصة جديدة لتبادل الفكر الثقافي والأدبي. وقد ساهمت الفعالية في تعميق الصداقة الصينية السعودية وإثراء تطوير الثقافة بين البلدين، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون المشترك في المستقبل.